السبت، 31 ديسمبر 2011

2011 >> يــا عــقــالــي








لم تكن سنة 2011 سنة مميزة عالمياً و عربياً فقط .. بل كانت سنة مميزة على الصعيد الشخصي أيضاً ..






فهي ثورة على المستوى الشخصي ..






تكسرت في حياتي بعض الأصنام .. و تحققت فيها العديد من الإنجازات ..







كما أني في هذا العام اتخذت أفشل قرار في حياتي ..







و بين هذا و ذاك ، كانت الحياة تصفعني أحياناً لتوقظني من حلم ..







و أحياناً أخرى لتقويني ..







و خيرةُ الله و قدره .. دائماً أجمل ..







ف بعيداً عن الأحداث السياسية الساخنة جداً محلياً و عربياً ..








كان النصف الأول من العام ساخناً جداً بالنسبة لي .. فبفضله تعالى و عظيم منّه .. تخرجت من جامعة الكويت حاملةً بكالريوس الصيدلة








فبتخرجي طويت أجمل أيام الجامعة .. و العمل النقابي .. كما طويت أسوأ أيام الاختبارات و الضغط النفسي ..












كانت حياتي الجامعية حياة ثرّية و لله الحمد






































و النصف الثاني من العام المنصرم ، أكرمني الله تعالى بأداء فريضة الحج .. فالحج مدرسة و أيُ مدرسة .. خاصة لنا كمترفين .. ولدنا و في أفواهنا ملعقة من ذهب ..


















و أبت 2011 أن تنقضي .. إلا بسفرة مفاجئة لبلد الحب و الجمال .. لــ"لبنان" .. ف أهلي من أشد المعارضين للسفر لبلد غير مستقر أمنياً ..






و ما زالوا ... و لكن و من حسن حظي سنحت لي الفرصة لمرافقة أحد المحارم في سفرة خاطفة لها .. استمتعت فيها بالتجول بين أسواق بيروت ، بحر الجبيل ، ثلج فريا ..






جميلة هي لبنان بروحها .. جميلة بأهلها ..






و طبعاً لأعطي رحلتي طابعاً خاصاً كان لا بد من زيارة قبر الحريري رحمه الله







فالحب في لبنان ..




يبقى خالداً كالأرز :)




....







2011 سنة الحرية ..




2011 سنة التحرر ..




2011 سنة التخرج..




2011 سنة الانطلاق ..




2011 يا عقالي ..







كل عام و أنتم بخير :):)





















الأربعاء، 1 يونيو 2011

رحلتي في عالم المجانين

شاءت الأقدار ان يكون تدريبي الميداني في مستشفى الطب النفسي أو كما هو متعارف عليه " مستشفى المجانين "

لا أخفيكم سرا إن قلت لكم أني كنت سعيدة وقتها .. فأنا أحب تجربة الجديد .. و خوض التجارب ..

كنت عازمة و أنا أخطو خطواتي الأولى داخل المبنى الجديد ان تكون هذه التجربة مدرسة أتعلم منها .. و كانت كذلك ..


أتمم و أنا أبحث عن الدكتور المسؤول عن تدريبي بآية الكرسي .. المعوذات .. ما أحفظه من اذكار ..
ايام الاسبوع موزعة بين العيادة الخارجية حيث المرضى أصحاب الحالات المستقرة و المراجعين الجدد ، و أيام اخرى في الأجنحة مع الحالات الغير مستقرة ..

سطرت بعض من مشاهداتي مختصرة في "تويتر" .. و أوثقها هنا و أزيد .. فمثل هذه التجربة تستحق التوثيق ..


(١)

((من لم تعلمه أمه .. علّمه الطب النفسي))


و مما تعلمت ان ليس كما يشاع ان الأمراض النفسية تكون ناتجة من ظروف اجتماعية معينة ، بل هناك أمراض عقلية ناتجة عن تغيرات بالمخ نفسه مثل الفصام و ثنائي الاقطاب .. و أكبر الأخطاء هي تسمية المجانين !تباً لذلك التخلف و الاعلام الذي يسوق لمعلومات خاطئة .. فهؤلاء المجانين هم مرضى شاء المولى ان يبتليهم بهذا المرض الذي قد يعالج و تستقر حياته مع الأدوية ..


(2)

((بعض المرضى تضحكنا أحاديثهم و تبكينا حالتهم الصحية ))


و هو أمر واقعي فالمرضى المصابين بال MANIA أو الهوس فهم "خفيفي الظل" يتحدثون بقصص مضحكة و نكت ، و لا تجد مريض مصاب بالهوس يخلو حديثه من الطرافة .. و لكن إذا أتيت للواقع فهم بحاجة لعلاج متواصل مدة لا تقل عن سنتين ..


(3)

((تأثرت بردة فعل زوجة تداري دموعها بعد علمها بمرض زوجها النفسي و الذي قد يستمر معه طوال الحياة ))


(4)

(( أردد "الدنيا فيها خير" عندما ارى الأخ متفهم لمرض أخوه النفسي و الذي وصل لمراحل متقدمة جدا بعد 30 سنة من الإصابة و يوفر له ممرض خاص في المنزل و يزوره يوميا إذا دخل المستشفى ))


(5)

(( في الجناح ، تأتيني إحدى المريضات في الخمسين من عمرها باكية بشدة " دكتورة شوفيهم راحوا النادي و ما ودّوني " أعترف أن لحظتها كنت أداري دموعي و أتظاهر بالقوة .. و قمت معها مباشرة لمعاتبة الممرضات ))

الجناح هناك كأنه منزل ، غرف للنوم ، صالة ، غرفة الطعام ، و المرضى يدورون في أرجائه .

أما النادي فهو مكان ترويحي للمرضى في المستشفى.


(6)

(( في الجناح تودعني إحدى المريضات قائلة : Bye Bye i love you .. أحسست برغبة أن أمسح على رأسها و أربّت على كتفها .. لكن خوفي منعني فاكتفيت بالتلويح))


(7)

((الواحد اييكم صاحي .. يطلع مينون ))

أضحكني أحد المرضى و هو يقول الجملة السابقة فقط لأن الصيدلية رفضت صرف أدويته لمدة 3 أشهر .. حيث أن القانون هو صرف الأدوية لمدة شهرين فقط .


(8)

(( يردد الدكتور المسؤول عن تدريبنا كلمات جميلة عن تحدثه عن شفاء أحد المرضى فيقول : ربنا أكرمه و بقى أحسن ))

أحب هذه الكلمة التي تحمل في طيتها جميل اعتراف و إقرار بفضل الله علينا


(9)

(( من مشاهداتي في الطب النفسي، تأكدوا من الصحة النفسية للعمالة المنزلية ، فعدد منهم يأخذ أدوية نفسية أو لا يعلم بمرضه خصوصا العمالة الأفريقية ))

و هذا فعل أمر حاصل في المستشفى فلم أتوقع أن أرى هذا العدد من العمالة المنزلية هناك .. بعضهم قد يصيبه الاكتئاب بسبب الاغتراب ، أما ما أعنيه فهي الأمراض العقلية كالهوس و الفصام .


(10)

((تأثرت من مريض بالطب النفسي يطلب تغيير دوائه رغم استقرار حالته الصحية لأن أخذ الجرعة مساء لا تمكنه من الاستيقاظ لاداء صلاة الفجر في وقتها))

المعروف أن طبيب الطب النفسي يعاني كثيرا من "تضبيط " جرعات و أوقات أخذ الأدوية بحيث تحقق أعلى استجابة بأقل الأعراض الجانبية .. و مريضنا هذا حالته مستقرة تماماً على الأدوية .. و لكن ما يؤرقه موضوع صلاة الفجر !!

كم من صحيح ضيّع الصلاة .. و كم من أصحاب الأعذار يجاهد لأدائها في وقتها ..


(11)

(( في الطب النفسي عندما أرى نماذج بر الأبناء بأمهاتهم أو الأزواج بزوجاتهم المصابات .. أشعر بعظيم حمد و شكر لله فالدنيا ما زالت بألف خير ))


(12)

(( " احنا أمهات المعاقين اش لنا غير الصبر " جملة رددتها والدة معاق كانت تتنقل بين المباني لإتمام أوراق ابنها الصحية ، #لكم الجنة بإذن الله بجميل صبركم "))


(13)

(( جميلة هي مشاهد بر الأبناء للآباء .. و لكن الأجمل هو بر الآباء لأبنائهم .. فهذا أب استقال من وظيفته ليتفرغ لإبنه المصاب بالفصام ))

و عندما تقرر إدخال ابنه للمستشفى أصر على الأطباء أن يرافقه رغم مخالفة ذلك للوائح و القوانين .


(14)

(( انتوا ما لقيتوا غير هالتخصص .. جان رحتوا طب أسنان أحسن لكم ))

نصيحة أحد المرضى لنا


(15)

(( عندما أضع رأسي ..يمر شريط يومي .. تستوقفني أحداث مستشفى الطب النفسي لأردد الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به .. اللهم باسمك الحفيظ احفظنا ))


(16)

(( رغم ما في الطب النفسي من أحزان إلا أنه فرصة لتهذيب النفس و كسر جبروتها .. استشعار النعم و شكرها .. إذكاء مشاعر الرحمة و تطبيقها ))

الاثنين، 21 مارس 2011

أحبك يا آذار

بعد انقطاع طويل في وقت يمر سريعا و أحداث صاخبة في كل مكان من حولنا.. الكرة الأرضية تنتفض بأسرها بين الثورات البشرية و الثورات الطبيعية و الثورات التكنولوجية ... و عقلي ينتفض في ثورات فكرية .. أقضي يومي ثائرة متفائلة .. خائفة و متشائمة ...

مع كل ما عشناه من أحداث كنت أحاول أن أكتب شيئا ما أعبر فيه عما يجول في خاطري .. لكني أرى نفسي عاجزة عن التعبير .. حيث كلما تسارعت وتيرة الأحداث أراني تائهة في أفكاري و متابعاتي ..

أعود اليوم - و اليوم بالذات- لأسطر بعض من خواطري و شجوني .. آرائي و أفكاري ..
المشهد الأول
مشهد بطولي

كنت أفتقد منذ فترة ذلك الشعور العارم الذي يدفعني دفعا لسلوك معين .. كنت أفتقد ذلك الشعور الذي يشاركني فيه شعب بأسره ..
ذلك الشعور الذي فقدته .. أعادته لي كرة قدم ..
نعم كرة القدم هي التي جمعتنا ...

تقبلي اعتذاري يا كرة القدم .. فقد كنت قبل ذلك اليوم لا أراك إلا جلدة وضيعة يملؤها هواء، و من هونها أنها تركل بالأقدام ..

و تقبلي شكري يا كرة القدم .. لأنك فجرتِ مشاعر الفخر برفع اسم الوطن .


المشهد الثاني
مشهد تراجيدي

لم أكن أتخيل و لا في أسوأ الأحوال و أحلك الظروف و لا حتى في الكوابيس أن أرى ما رأيت في هذه البقعة من الأرض بالذات ...

أحسست وهلة كأني عجوز تردد من شدة ما أصابها : أن سبب ما حدث لنا .. " عين ما صلت على النبي "

أذكر جيدا أنني ليلة حدث الثامن من ديسمبر 2010 لم أتمكن من النوم من شدة شعوري بالغضب لما حدث ..

و كتبت ليلتها بحائطي بالفيس بوك : (( منذ فترة أنا غاسلة ايدي من الحكومة و المجلس .. أما اليوم فأنا مو قادرة أنام من شعور داخلي بالحزن .. ما عشت فترة الحل غير الدستوي سنة 86 لكني سمعت وايد عنها من الدكتور النفيسي ، حسيت كأن ما صار اليوم نفس اللي صار بذيك الفترة .. باختصار رأيي في ما حدث : عدم احترام الحكومة للنواب أي عدم احترام الحكومة للشعب .. و حكومة لا تحترم شعبها لا تستحق البقاء .. و شعب يرضى بهذه الحكومة فهو شعب لا كرامة له ))

حكومتنا غير الرشيدة : ارحلي غير مأسوف عليكِ.

المشهد الثالث
مشهد وداعي

كانت 2010 محطة مهمة في حياتي ... و بالتحديد شهورها الأخيرة .. لأول مرة أشعر بالحكمة القائلة " من كانت بدايته محرقة .. كانت نهايته مشرقة "
تلك الحكمة تنطبق على عام 2010 في حياتي و ما شهده من بدايات مؤلمة و صفعات موجعة .. إلا أنها ما لبثت أن فجرت في داخلي انتفاضات مصيرية في أفكاري .. علاقاتي .. حياتي ..

و أنا في وداعها .. أذرف الدموع عليها و هي كأنها تغني لي "لازم بالآخر في وقت فراق " ... لأستقبل بقوة التغيير عام جديد ..

2010 : أحبك .. أحبك .. أحبك

المشهد الرابع
مشهد بطولي مرة أخرى
لم يكن هذا المشهد كالمشهد الأول .. لم تصنعه كرة .. بل صنعه "رجل " بمعنى الكلمة ...

البطولة التي سطرها ذلك الرجل كانت من نوع فريد ...

بطولة تسامت على كل الآراء و الأهواء لتحفظ حق الوطن ..

د. حسن جوهر: أفخر- أنا أحد أبناء الدائرة الأولى- أنك تمثلني في مجلس الأمة .


المشهد الخامس
مشهد ثوري

كنت واثقة من أن أمراً حسنا سيحدث بعد أن رأيت الإصرار يوم جمعة " الغضب " ..

كان ريموت الرسيفر لمدة 21 يوميا يتقلب بين 4 محطات لا خامس لهم .. الجزيرة - العربية - BBC- CNN

كانت يوميا الثورة جزء من حياتنا في المنزل .. كنا نتابع بكل اهتمام و شغف ..

و لم نكن لنصدق أعيننا و نحن نرى عمر سليمان يعلن خبر التنحي ...

أتذكر لحظتها أني غيرت المحطة مباشرة ل CNN لأرى على شريط الأخبار العاجلة .. هذه الجملة التي راقت لي كثيرا :

EGYPT IS FREE

نعم .. مصر حرة بشبابها .. ملهمة بشعاراتها .. مضحكة بروحها


المشهد السادس
مشهد مبكي

خوفي يسبق كلامي .. و حزني يملأ صدري .. ماذا حدث في ليبيا ..

احاول أن أتفاءل و أتفاءل و أتفاءل و أتفاءل و لكني لا أرى بصيص أمل يدعو للتفاؤل ..

القذافي من جهة .. و الغرب من جهة ..

ربما لأننا اعتدنا على استغلالية الغرب و انتهازيتهم .. ربما لأن هواجس المؤامرة الغربية لازلت تسيطر علينا ..

فإني و بكل أسف أخشى أن تكون ليبيا عراقاً أخرى

اللهم نج أهل ليبيا من القذافي و الغرب


المشهد السابع
مشهد ساخط

" يا الزينة ذكريني لو غيبتني بحور .. و بشوق ناديني يمكن الدنيا تدور "

بكلمات المعارضة نتغنى بحب البحرين .. البحرين التي باتت مسرح الأحداث في الخليج العربي ..

اخترت لنفسي أن لا أكون إمعة .. أدعم " آل خليفة " كوني سنية المذهب ...

و رؤيتي للأحداث أن كلا الطرفيين يتحمل مسؤولية ما حدث .. و أن ايران لها يد في إثارة البلبلة

لكن هذا لا يعفي آل خليفة من تحمل مسؤوليتهم تجاه ما حدث ..

أما المشهد الكويتي للأحداث فهو مشهد بغيض و بكل أسف ...( لعلي أفصل في بوست قادم)

قلوبنا إليك با بحرين تذهب كل يوم .. و لأجلكِ يا منامة الخير نصلي ..


المشهد الثامن
مشهد رومانسي

أحبك يا آذار .. أحب هواءك العليل .. و نسماتك الباردة ..

أحب فيك فصل الربيع .. أحب فيك كل شيء ..

أحبك لأني كل عام بك أحتفل بمرور عام على حياتي ..

أودع عام و استقبل آخر ..

و مع كتابة هذا البوست .. الآن أطفئ شمعتي الــــ... و العشرين .. و أشعل أضعافها شموع الأمل ..

اللهم اجعله عاماً مباركاً :)